التجارب التي نمر بها طوال حياتنا هي التي تشكّل شخصيتنا

بقلم كريم الشافعي
التجارب التي نمر بها طوال حياتنا هي التي تشكّل شخصيتنا وتعلّمنا الكثير، مهما كانت مؤلمة أو مليئة بالصعوبات. كل لحظة بنعيشها، سواء كانت نجاحًا أو فشلًا، تُضيف إلينا درسًا جديدًا.
والحقيقة هي أن النجاح ليس دائمًا المعلم الأكبر، ففي كثير من الأحيان تكون الخسائر والهزائم والفشل هي التي تدفعنا لإعادة التفكير والنظر في الأمور من زاوية مختلفة. فكما يقول المثل: “لا يغرق الإنسان لأنه سقط في الماء، بل لأنه بقي تحت الماء لفترة أطول.” فالسقوط أو الفشل بحد ذاته ليس النهاية، ولكن الاستسلام له هو الذي يجعلنا نغرق.
نحن وعندما نمر بأوقات صعبة، نكتشف أن الخسارة ليست سوى بداية جديدة، فرصة لنقف مجددًا ونطرق باب الأمل ونعود أقوى. قد نشعر بالإحباط أحيانا أو الحزن، ولكن الأهم هو ألا يتملك منا هذا الشعور. تمامًا وكما قلنا أن البقاء تحت الماء هو الذي يقتلنا، فالبقاء في حالة الهزيمة والاستسلام هو ما يثقلنا بالهموم ويُهز ثقتنا في أنفسنا ويُكبلنا بقيود الإنهزام. لذا يجب أن نؤمن أن تلك التحديات والصعوبات هي التي تعلّمنا الصبر، وتمنحنا القوة التي نحتاجها للمقاومة.
فكل تجربة نمر بها، حتى وإن كانت صعبة، حتى وإن كانت قاسية، تضيف إلى فهمنا وإدراكنا للحياة ولأنفسنا الكثير من الخبرات والمفاهيم الجديدة.
هذه التجارب هي الوقود الذي يدفعنا إلى الأمام، ويجعلنا نُقدّر قيمة اللحظات الجميلة عندما تأتي. الحياة ليست سهلة وليست عادلة أو منصفة كما تتمنى، بل هي مزيج من النجاح والفشل، الفرح والحزن، والإنسان الذي يفهم هذا المزيج هو الذي يستطيع أن يعيش كل لحظة بقيمتها الحقيقية.
أخي، أن قيمة الإنسان لا تُقاس بعدد النجاحات التي حققها، بل بعدد المرات التي استطاع فيها النهوض بعد السقوط. فهذه الأشياء هي التي تبني الشخصية، وهي التي تجعلنا أكثر استعدادًا لكل ما قد يأتي في المستقبل، وهذا هو المكسب الحقيقي.