مدد با سيدنا النبي
كتب كريم الشافعي
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
“من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه.”
تذكر دائمًا أن مد يد العون للآخرين لا يقتصر على المال أو الجهد الكبير، بل قد يكون بكلمة طيبة، موقف داعم، نصيحة صادقة، أو حتى بسمة تخفف عنهم. العطاء ليس شكلًا واحدًا، بل يمتد ليشمل الدعم النفسي، المادي، أو حتى مجرد الإنصات لهموم الآخرين.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: “خير الناس أنفعهم للناس.” فالخير الحقيقي يكمن في أن تكون نورًا يهدي من حولك، وسندًا لمن يحتاجون المساعدة. فمن عاش لنفسه فقط، ضيق على نفسه سعة الحياة وبركتها، إذ إن العيش الحقيقي هو أن تترك أثرًا طيبًا أينما ذهبت، كما قال بعض الحكماء: “ما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط.”
واعلم أن كل عطاء، مهما بدا بسيطًا في نظرك، له تأثير عظيم في حياة الآخرين. ربما تكون الكلمة التي تنطقها سببًا في شفاء قلب مكلوم، وربما تكون نصيحتك ضوءًا يهدي شخصًا تائهًا. وحتى أبسط الأمور، كأن تبتسم في وجه أحدهم أو تبادر بإلقاء السلام، تحمل في طياتها بركة عظيمة وأثرًا كبيرًا.
إن البخل في تقديم العون، سواء كان ذلك من وقتك، جهدك، أو مشاعرك، يعكس قسوة في القلب وحرمانًا من بركة العطاء. البخل في الدعم يجعل المرء بعيدًا عن نعمة الله وعونه.
إن الله يحب العطاء ويبارك في أهل الخير الذين ينفعون غيرهم. فلا تتردد أبدًا في مساعدة من حولك، ولا تنتظر مقابلًا. فإن أعظم المكافآت تأتي من الله، فهو الذي يجزي المحسنين أجرًا عظيمًا ويضاعف لهم الخير أضعافًا مضاعفة.
اجعل العطاء أسلوب حياتك، وسارع في مساعدة كل محتاج، سواء كان العون ماديًا، معنويًا، أو حتى مجرد تشجيع صادق. تذكر أنك بذلك تبني جسور المحبة والتراحم في الدنيا، وتؤسس لآخرة مليئة بالخير والجزاء الحسن، فإن الله لن يضيع أجر من أحسن عملًا.”